كيف يعزز التعليم الحفاظ على الهوية المجتمعية والعادات والتقاليد؟

دكتور. قالت إيلاريا عاطف، خبيرة تربوية، إن التعليم أحد ركائز الحفاظ على الهوية من خلال الحفاظ على اللغة الأم وتعليم الطلاب منذ سن مبكرة أهمية الحفاظ عليها وتعزيزها: “يعني هنا تنطبق اللغة”. باعتبارها مادة أساسية تهيئ الطالب للحياة، كما أن امتلاكه للمهارات الأربع القراءة والكتابة والتحدث يزيد من وعيه بهويته.

تساعد اللغة الطلاب على التعرف على تراثهم الثقافي

وأضافت إيلاريا لـ«الوطن» أن اللغة تساعد الطلاب على التعرف على تراثهم الثقافي وعاداتهم وتقاليدهم والاعتزاز بالجوانب الإيجابية لهذه العادات وانتقاد الجوانب السلبية بما يعكس هويتهم الثقافية ويعزز الطلاب التعرف على الثقافة المحلية. تاريخ وطنهم بما يعزز قيم الانتماء والولاء لـ«الوطن» والاستعداد للتضحية من أجله من أجل الحفاظ على منجزاته.

وذكرت أن التعليم مسؤول بالدرجة الأولى عن تعزيز الهوية والحفاظ عليها من خلال التركيز على دراسة اللغة العربية والتاريخ وتعزيز القيم الإنسانية للمجتمع من خلال مواضيعها المختلفة: “نجد أن هذا من أولويات الإطار العام من المناهج التعليمية هو “في جميع بلدان العالم يتعلق الأمر بالحفاظ على الهوية”.

المناهج التعليمية في دول العالم

دكتور. وقالت إيلاريا عاطف: “سنجد أن من أولويات الإطار العام للمناهج التعليمية في دول العالم هو الحفاظ على الهوية، ولأننا نعيش في عصر العولمة والانفتاح الثقافي، فمن الضروري ترسيخ هذا “مفاهيم الهوية الثقافية وأسس الحفاظ عليها، تدريس مفاهيم مثل الثقافة الشعبية والتراث الثقافي والتواصل الحضاري.” حتى يدرك الطالب أن الحفاظ على التراث الثقافي لا يتعارض مع الانفتاح على الثقافات الأخرى والمحاولة للتواصل بين الحضارات للاستفادة من الجوانب الإيجابية مع الحفاظ على الهوية الثقافية والخصوصية التي تتمتع بها مصرنا العزيزة.

وأوضح خبير التعليم أن مصر من أهم الدول التي تهتم بغرس الهوية الثقافية في مناهجها الدراسية بمختلف الطرق، في جميع المراحل التعليمية من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر بمدارس النيل الدولية. هدفت هذه المناهج إلى تعزيز الهوية من خلال بعض الأنشطة في مرحلة رياض الأطفال وفي مرحلة الانتقال إلى الكلية. تتيح المواضيع في المراحل العليا للطلاب التعرف على هويتهم الثقافية ويتم دعم الأنشطة لتعزيز هذه المفاهيم بحيث ينشأ الطالب في بيئة تعليمية تدرك أهمية الحفاظ على الهوية في ظل ثورة المعلومات والانفجار المعرفي الذي يحدث حاليا في العالم، فهي مهددة بالانقراض.